الصحفية مريم نرمة رفائيل يوسف رومايا
ولدت في بغداد بتاريخ 3 نيسان 1890 ودخلت المدرسة الابتدائية وانهتها بتفوق وعمرها
12 سنة وقد اخذت تكتب المقالات الاجتماعية في الصحف بعد الحرب العالمية الاولى من
القرن العشرين الماضي ومارست التعليم وتزوجت بمنصور كلوزي الموظف في دائرة الكمارك
والمكوس وعمرها 23 سنة ولم تنجب ولدا وكانت والدتها قبل زواجها تريد منها ان تتعلم
الخياطة والتطريز وكانت تطمح ان تكون قبلها راهبة وكانت متدينة وتقرأ الكتب
الدينية والتاريخية والانجيل وخطب الامام علي (رض) وقد اهدت كتبها التي درستها الى
معهد ديني كهنوتي وبدأت الكتابة في مجلة -دار السلام- عام 1921 وبدأت العمل في
جريدة المصباح ونشرت الاحد واصدرت جريدة (فتاة العرب) عام 1937 التي قدمتها خدمة
للمجتمع النسائي وقد اصدرت من هذه الجريدة 25 عددا في ستة اشهر وكان العدد الاول
منها عددا ممتازا بـ 16 صفحة وبقية الاعداد بثمان صفحات وكان طابع الجريدة
اجتماعيا لغرض الاصلاح والارشاد للمرأة العراقية فهي اول امرأة طالبت بحقوق المرأة
العراقية وكانت تحرص على انتقاد الفتيات من اجل اصلاحهن وكتبت مقالا في مجلة (نشرة
الاحد) عنوانه- حلم الربيع- كان بـ 11 صفحة انتقدت فيه مدرسة الراهبات لارتداء
طالباتها الازياء العصرية ولها مذكرات مخطوطة جاهزة للطبع وكانت في مجلدين كل مجلد
في (250) صفحة ، الاول يتضمن مذكراتها العائلية والسياسية والادبية والثاني رأيها
بالصحافيين العراقيين وكانت تسكن منطقة الكرادة الشرقية ببغداد وقد وضعت لوحة على
باب دارها كتب عليها-فتاة العرب- ولقد كرمتها وزارة الثقافة والاعلام العراقية سنة
1969 كونها من رائدات الصحافة النسائية وذلك في اثناء الاحتفال بمناسبة مرور مائة
عام على الصحافة العراقية وصدور جريدة الزوراء.
كانت مريم نرمة في مقدمة الداعيات الى
نهضة المرأة العراقية وتعلمها، وقد كتبت سنة 1924 مقالا في مجلة (المصباح)
البغدادية بعنوان-العيشة الزوجية- قسمتها الى قسمين - هنية وشقية- وقالت ان العيشة
الهنية ترتكز على الحب والطاعة والعفة والصفات المحمودة والاخلاق الحسنة وقالت ان
سعادة الزواج تكون بالمحبة واتحاد الزوجين بقلب واحد ونفس واحدة وصاحب الاخلاق
الراقية يجب ان يكون معلما حاذقا ومديرا نشيطا لزوجته يجد ويجتهد لاعالة زوجته
واولاده.
وارتأت ان تكون الزوجة تلميذة ذكية
فطنة تسمع نصائح زوجها وتنفيذ اوامره وتقوم بجميع اعمال منزلها وتربي اولادها خير
تربية وتمارس الاقتصاد لتكون زوجة صالحة واما فاضلة.
ووصفت الشقاء الزوجي وما يلاقيه من
القسوة والشراسة والعجرفة ولاسيما العوائل التي قامت على الزواج طمعا بالمهور
العالية او شغفا بالجمال الزائل والمحبة الفاسدة، ولم تبخل الكتابة في نهاية الامر
بنصائحها في الزواج وتكون الاسرة الصالحة القائمة على الاخلاق والحب والفضيلة.
توفيت
مريم نرمة ببغداد في 15/ آب/ 1972 واسم نرمة مفردة فارسية تعني (لطيفة).