أولاً-
الأكديون :-
الاسم
– الأصل – الموطن
برز في أحداث تاريخ وادي الرافدين
حاكم استطاع أن يحقق لها الوحدة السياسية ، ذلك هو سرجون الأكدي الذي أسس سلالة
حاكمة عُرفت بالسلالة الأكدية أو الدولة الأكدية ( 2371 – 2230 ق.م ) ، أي أنها
دامت أكثر من قرن ونصف القرن وشمل حكمها القطر كله واتسع بالفتوحات الخارجية إلى
الأقطار المجاورة. والأكديون هم من القبائل الجزرية التي عاشت منذ أقدم عهود
التاريخ المعروفة في موطنهم التي عرفت في التاريخ ، وهي الجزيرة العربية وأطرافها
أي ما يسمى بالهلال الخصيب ، وفي بوادي الشام والعراق . وأنتشر من الجزيرة منذ أزمان مختلفة أقوام على
هيئة هجرات استوطنت في أطراف الجزيرة ومنها بوادي الشام والعراق الغربية وبوادي ما
بين النهرين العليا مثل منطقة الخابور والباليخ والفرات الأعلى ، ومنها كانت
تتغلغل إلى المناطق الأخصب مثل وادي الرافدين وسورية وفلسطين ولبنان وحتى وادي
النيل حيث دخلت جماعات من الجزريين منذ عصور ما قبل التاريخ في تركيب سكانه التاريخي
.
أما فيما يتعلق بالتسمية فهي لاحقة
للاستيطان ومشتقة من اسم موضع جغرافي ولا تحمل مدلولاً قومياً ، أي نسبة إلى مدينة
أكد العاصمة التي أسسها سرجون الأكدي ، والبابليين نسبة إلى مدينة بابل والآشوريين
نسبة إلى مدينة آشور . وكان المستشرق الألماني ( شلوتزر ) أول باحث أوجد مصطلح
سامي وساميين في عام ( 1781 ) لإطلاقه على المتكلمين بإحدى لغات العائلة السامية
كالأكدية ( البابلية – والأشورية ) والآرامية والكنعانية .
ثانياً – اللغة الأكدية
:-
التسمية
مشتقة
من اسم الأقوام الأكدية ، وهي أولى الأقوام الجزرية المعروفة التي استوطنت أواسط
وجنوبي العراق منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد ، وقد استخدمت تسمية ( اللغة
الأكدية ) لأول مرة من قبل العالم رولنصن عام ( 1852 ) ، للدلالة على اللغة
الثنائية التي تضمنتها النصوص ثنائية اللغة المكتشفة في مدينة نينوى وغيرها ثم
تبين خطأ هذه التسمية حيث أتضح أن لغة تلك النصوص هي في الواقع لغة الأقوام
السومرية ، وبعد أن عرف تاريخ الأكديين وتاريخ دولتهم الأكدية استخدمت التسمية
بمعنى ضيق ومحدود للدلالة على لغة الأقوام الأكدية التي أسست دولتها التي عُرفت
بالإمبراطورية الأكدية وخلفت لنا بعض النصوص ، ثم سرعان ما اتسع مدلول التسمية
وغدت تستخدم للدلالة على جميع اللهجات المتفرعة عن اللغة الأكدية والتي انتشرت
فيما بعد في بابل وأشور منذ أواسط الألف الثالث قبل الميلاد حتى أواخر الألف الأول
قبل الميلاد عندما تضائل استخدام اللغة الأكدية ثم تلاشى أمام اللغة الآرامية
وغيرها من اللغات التي استخدمت في وادي الرافدين بديلاً عن اللغة الأكدية ، أي أن
مصطلح ( اللغة الأكدية ) بهذا المفهوم الواسع أصبح يدل على جميع على جميع اللهجات
( اللغات ) التي تكلمت بها الأقوام الأكدية والبابلية والآشورية والكلدية
واستخدمتها للتدوين . كما يدل المصطلح أيضاً على جميع اللهجات المتفرعة عن هذه
اللهجات الرئيسة التي استخدمت في مناطق معينة وفترات زمنية محددة كاللهجة الأكدية
التي استخدمت في بلاد عيلام واللهجة الأكدية في منطقة كبدوكيا في آسيا الصغرى
ولهجة العمارنة في مصر .
ومن
الجدير بالإشارة هنا أن البحوث والدراسات اللغوية القديمة نسبياً ، أطلقت على لغة
النصوص المسمارية المكتشفة في بلاد بابل وأشور أسم ( اللغة الآشورية أو البابلية )
نسبة إلى مناطق اكتشافها . ونظراً للتشابه الكبير بين اللغتين والذي تنبه إليه
الباحثون منذ البداية واعتقادهم بأن كلتا اللغتين تنتميان إلى أصل مشترك واحد ،
فقد شاع استخدام مصطلح ( اللغة الآشورية – البابلية ) أو ( اللغة البابلية –
الآشورية ) ، كما سميّ العلم المختص بدراسة هذه اللغة وبنصوصها المسمارية ، وما
يزال يسمى بعلم ( الآشوريات ) " Assyriology " .
يتبع .......
يتبع .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق