Tweet
من سادة ميسان الأجلاّء ومن أعلامها العالية والشاخصة, وأحد وجوه القوم المعروفة بين عشائر ميسان في الريف والمدينة ومن أكابر عشيرة السادة البطاط الموسوية في ميسان.
هو السيد صروط بن السيد محسن بن السيد مسلم بن السيد كريم بن السيد إدريس ابن السيد علي بن السيد إسماعيل بن السيد احمد بن السيد عبد العال بن السيد عبد الله بن السيد نور الدين بن السيد نعمة الله الجزائري ثم يستمر نسبه الشريف حتى يتصل بالإمام موسى الكاظم ( عليه السلام) حسب الوثائق النسبية والأوراق الخطية وكتب التاريخ .
ولد عام 1894م في منطقة الوادية من توابع قضاء المجر الكبير محافظة ميسان وتربى في كنف والده وكان بحق جامعاً لمكارم الأخلاق العربية والسجايا الحميدة منذ صباه فكان على جانب كبير من التدين والالتزام والاستقامة والعدالة ويعد في وثائق العشائر العراقية بأنه عميد السادة (آل إسماعيل) البطاط الموسوية والذين لهم شهرةً عالية في مناطق جنوب العراق وأهوارها وقد اكتسب شهرته الفاضلة وهو في مقتبل العمر لما ظهرت عليه علامات الكرام وتعلم في ديوان والده رحمه الله الذي بلغ شهرة واسعة وتعلم فيه أصول المرافعات العشائرية ثم قرأ في نفسه كتب الإخباريين والرواة وصار فطن الحالة حاد الذكاء ويجيد اكتشاف الأسرار التي تظهر على وجوه الناس في تلك المناطق الريفية .
فأحبه الناس وهو في العشرين من عمره, عندما اختبروه في الفصول العشائرية حكماً وقاضياً (فريضة) وكان في رواية إنه دخل نيران معركة عشائرية أنزل المحاربون أسلحتهم وانتظروا كلمة السيد صروط الفاصلة .
وترى الجميع يجتمعون على كلمته التي هي السلّم المقنع للرضا العادل وبما إن محافظة ميسان اشتهرت بمناطق الاهوار الجميلة والخلابة ومنها منطقة المجر الكبير التي تزهو بأهوارها والتي تعد من المناطق السياحية الجميلة التي يقصدها السواح والزوار الاجانب والعرب من الأقطار العربية وابناء ميسان والمحافظات الأخرى فكانوا يذهبون من خلال زيارتهم للأهوار الى مضيف السيد صروط والذي يعد في تلك المناطق النائية محط استراحة الضيوف القادمين من كل الأماكن, حيث الكرم العربي والضيافة العربية الأصيلة بكل معانيها وصورها الذي اشتهر بها صاحب المضيف العربي (السيد صروط) وما أبهى الرجال حينما يتمثلون بكرم السيد صروط وضيافته وللتاريخ والإنصاف وللحقيقة يعد السيد صروط واحداً من أبرز كرماء ميسان ويعد مضيفه الكبير بمساحة قاعة كبيرة .
كل ذلك وليس في الامر غرابة ولكن الغريب حقاً إن صاحبه لا يستريح ما دام وحيداً ولا يقر له قرار ما دام هذا المضيف الكبير خالياً من الضيوف وكان السيد صروط رحمه الله يجلس بجانب المضيف وعيناه على الطريق تنتظر القادمين وكان رحمه الله لا يفرق بين الغريب والصديق ولا البعيد والقريب الكل عنده سواء وبمنزلة واحدة والناس كانوا لا يبخلون عنه بالضيافة ليس من ميسان فحسب بل من باقي مدن العراق وحتى من اوربا أيضاً .
وللسيد صروط رحمه الله أصدقاء من خارج الوطن (أجانب) وقد زاروه أكثر من مرة فقد زاره (كيفن يونغ) مؤلف كتاب العودة الى الأهوار, كما اعتاد ان يزوره (ماكسويل كالفن) مؤلف قصة (قصب في مهب الريح) ... فهذان الكاتبان الاوربيان قد زارا الأهوار (أهوار ميسان) ومروا بالسيد صروط وجلسوا في مضيفه العربي المفتوح ليل نهار وفي كل الأوقات وكتبا عن شخصية السيد صروط وعن كرمه العربي الفياض... وحين تسأل المرحوم السيد صروط عن هذا الكرم فيجيبك بدهشة (أيّ كرم ؟ هل تقديم القهوة العربية والطعام للضيف أصبح عادة غريبة الى هذا الحد فجوابه يكون رحمه الله هذه صفات العرب أما عداها فليست من عادات العربي بشيء) .
ولم تقتصر ضيافة السيد صروط رحمه الله للسُيّاح وزوار الأهوار والمرضى وأصحاب المشاكل العشائرية بل كان بيته مفتوحاً حتى للسفرات المدرسية وقد ذكر مرة وقف أمام مضيفه مركبان ونزل منهما أكثر من ستين طالب وطالبة من طلاب الكليات , ولكن ما قدم من طعام يكفي لضعف هذا العدد من الضيوف فهو كريم وصاحب مائدة إعجازية يضرب بها المثل بين العشائر العربية وقد وصلته رحمه الله كتب شكر كثيرة حتى ان الرحالة الأجانب الذين طافوا البطائح في العراق نقلوا الأخبار الى بلدانهم وكتبوا عنه بشيء من الإعجاب والدهشة والتقدير حيث قالوا إنه أسطورة في تلك الأرياف فكان رحمه الله ذو مقام محمود في كل الجلسات وكان محترماً وذو تقدير كبير عند علماء الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف ونتيجة لما يمتلكه من قوة روحية لقبه العوام في العمارة بـ (العباس الصغير) إشارة إلى خوارقه الكثيرة وتشبهاً بالإمام العباس (ع) صاحب القدسية والكرامات المدفون في كربلاء المقدسة .
والسيد صروط رحمه الله يعد أكثر شهرة بين سادة العمارة وهو معروف ومحبوب لصفاته الطيبة ومآثره النبيلة ولأخلاقه الجليلة ويعامل باحترام وتقدير عاليين من قبل موظفي الدولة وشيوخ القبائل وخاصة شيوخ قبيلة البو محمد الزبيدية المتواجدة في الأهوار الجنوبية بالإضافة الى غالبية العشائر الأخرى في ميسان وضواحيها (ريف ومدينة), ومما تجدر الإشارة إليه من مآثر الإصلاح الاجتماعي التي اشتهر بها المرحوم السيد صروط وهي حادثة معروفة لا زال أهل العمارة من الشيوخ المعمرين وممن عاشوا تلك الفترة يتذكرونها ويتناقلونها في أحاديثهم في الدواوين العشائرية: ( في عام 1941م وفي منطقة المجر الكبير وبعد فشل ثورة رشيد عالي الكيلاني دارت معركة كبيرة حامية الوطيس بين شيخ المجر (شيخ ألبو محمد) مجيد الخليفة وأحد شيوخ البو محمد ورؤسائها البارزين شيخ عشائر البوعبود رئيس عشيرة البو علي الشيخ الحاج محمد السلمان الغيلان, ولم تستطع آنذاك السلطة السيطرة على الموقف ونهي النزاع وقد استمرت المعركة حوالي تسع ساعات في الهور قتل خلالها أكثر من خمسين فلاّح وكان السيد صروط رحمه الله لم يجد بداً من التدخل في هذه المعركة وحسمها فدخل الميدان وحيداً ورفع رايته التي يعرفها الجميع وأصبح هدفاً لدقائق لجميع المتحاربين من الجهتين .. ولكن ما إن رأى أبناء العشائر المتحاربة من الطرفين شخصية السيد صروط رحمه الله حتى توقف كل شيء وانتهى النزاع بالحل السلمي وذلك تقديراً واحترتماً للسيد صروط ...)
تزوج السيد صروط ثلاث نساء من مختلف العشائر المرأة الأولى من السادة (علوية) والثانية من عشيرة (الفريجات) والثالثة من عشيرة (السواعد) وذلك لتوطيد أواصر العلاقة بين العشائر وإكراماً لشخصيته.. وقد أنجبت هذه النساء عدداً من الأولاد منهم السيد صدام والسيد جعفر والسيد طاهر والسيد جبار والسيد فاخر والسيد مطر والسيد محسن والسيد كرم والسيد عباس والسيد صادق... وبعد حياة حافلة بالبر والتقوى والتقرب الى الله انتقل السيد صروط الى جوار ربه رحمه الله عام 1984م وقد جرى له تشييع كبير ومهيب يليق بمقامه ومكانته الإجتماعية المحترمة وقد شارك في تشييع جثمانه أغلب شرائح المجتمع في قضاء المجر الكبير ومدينة العمارة وهذا جزء من الوفاء الكبير الذي بذله السيد للناس جميعاً, ودفن جثمانه الطاهر في النجف الأشرف وقد شيّد له مقامان معروفان للزائرين للتبرك به أحدهما في منطقة الوادية في قضاء المجر الكبير والآخر في مقبرة النجف الأشرف حيث مثواه الأخير بجوار جده أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أخلفه في إدارة شؤون العشيرة ولده السيد جعفر وهو خير خلف لخير سلف, وينوب عنه اخيه السيد عباس السيد صروط وهو من الشباب الاكفاء والساعين الى عمل الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحلال السلام وزرع الوئام بين الناس .
السلام على الروح الطاهرة وررحمة الله وبركاته
ردحذفالسلام على روحه الطاهرة
ردحذفالله يرحمه
ردحذفالله يرحمه كان علم من اعلام الجنوب الذي يحضا بحترام كبير من قبل كل عشائر الجنوب ومن جميع قبائل العراق
ردحذف