2012-09-27

قوانين حلال على الساسة ، وحرام على الشعب !!!




سلسلة من القوانين التي شرعتها الحكومة العراقية والتي تنص على الألتزام وانضباط الشعب العراقي بتنفيذها ومن ضمن هذه القوانين والذي اخذ مجال واسع في الساحة العراقية بعد التعريف عنه من قبل الناشطين والمدونين العراقيين " قانون جرائم المعلوماتية " الذي يُحرم ويُجرم ويسجن ويستوجب دفع غرامة مالية تقدر بعشرات الملايين ، كل من انشىء او ادار موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية قانون جرائم المعلوماتية آقر منذ سنة وتم قرأته للمرة الاول في مجلس النواب العراقي وبإنتظار القراءة الثانية حيث تتم المصادقة عليه وتنفيذ كل فقراته .
ولكن اقف هنا لدقيقة عندما اراجع في سطور القانون ارى ان بعض المواد و الفقرات يستوجب تنفيذها والبعض الاخر قاسية جداً لكل مستخدمي الانترنت والحاسوب حيث يتم تغريم كل مستخدم للأنترنت  بغرامة مالية بدأ من 25 مليون دينار عراقي الى 50 مليون دينار مع السجن اما المؤبد او لمدة سنوات ، طيب انا ما هو ذنبي عندما اسجن وانا اعبر عن ارائي وحريتي واذا اواجه بقانون عباراته فظفاظة وكلمات مطاطية تدل على ارجاع العراق الى عصر العبودية و الجهل والظلالة .
اما القانون الاخر وهو قانون البنى التحتية الذي اعلن عنه قبل فترة من الزمن والان يجب على اعضاء مجلس النواب المصادقة عليه ، ومن خلال متابعتي لأحداث جلسات مجلس النواب و التي استمرت لمدة اسبوع تقريباً ،الوضع مزري للغاية وقرارات جاهلة وغير مستقرة وكل عضو يطالب بمنحه بعض من فقرات القانون والاخر يطالب بحصص والاخر يطالب بشراكة مع الشركات ،وفي احدى الجلسات رفعت الجلسة لعدم اكتمال النصاب ، واخير تم رفع اخر جلسة للأعضاء وتم الغاء القانون الى اشعار اخر حسب ما تناقلته بعض وسائل الاعلام ، هذه هي الحكومة العراقية كما اعتدنا عليه وعود كاذبة وسرقة ونهب وصراع على المناصب ما الجديد سوى ان المواطن العراقي يجلس في حيرة من امره وبأنتظار حلول كارثة حتى نستطيع الخلاص من هولاء الحكام الجائرين .

2012-09-25

مسابقة " بداية و نهاية "

تحية طيبة 
شباب انا مشترك في مسابقة و محتاج مساعدكم حتى افوز بالمسابقة الرجاء فتح الرابط المدرج ادناه للصورة و الضغط على Like او اعجبني .


واكون شاكراً وممنوناً 
مع التقدير نوفل نجم الدين 



2012-09-17

العرب مجتمع بائس










ظهرت في الاونة الاخيرة مشاكل بين العرب والدول الاوربية حول الفيلم المسيء لسمعة الاسلام وشخص النبي محمد (ص) وهي ليست الاولى منذ بدأ الخليقة حيث النزاعات والحروب التي امتدت على طوال الوقت ولكن في هذه الفترة ازدادت تداعيات الدول الاوربية مثل اميركا و هي العدو الاول للعرب ولكن مع ذلك فهي حليفة وصديقة لبعض الدول العربية .

احداث الفلم
يُظهر الفلم شخصية النبي (ص) بأنه زير نساء والدين الاسلامي عبارة عن قتل وارهاب واي شخص لم يعتنق الدين الاسلامي فيعتبر كافر ومرتد وكل ما يمتلك من مال وارض وعرض يصبح غنائم للمسلمين والفلم عبارة عن فلم فكاهي هذا ملخص عن احداث الفلم .

البؤس العربي
هل تم اقتاع العرب بأن الفلم سوف يحجب من على موقع يوتيوب ولم يزال منه بشكل نهائي ،هذه هي عقول العرب تخدع بسهولة ، حيث قال صاحب الفيلم إنه ليس نادما على إنتاج فيلمه الذي أثار ضجة عارمة في عدد من البلدان الإسلامية، خاصة في ليبيا التي قُتل فيها السفير الأمريكي ومصر واليمن، مؤكدا بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي غضب منها المسلمون لا علاقة لها بالفيلم من قريب ولا من بعيد. 
وانتقد صاحب الفيلم المسيء للرسول الكريم مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، قائلا إن من قام بذلك العمل هم مجرد "أناس غوغائيون " حرامية " موجها السؤال لهم : " أنتم تدافعون عن رسولكم فلماذا تسرقون؟ حيث اقتحموا السفارات ثم نهبوها " وفق تعبير المتحدث .
وادعى صاحب الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه قرأ القرآن قبل إخراجه وكتابته لفيلمه ذاك ، وبأنه قرأ أيضا أزيد من 3 آلاف كتاب من التراث الإسلامي، ومنها أخذ كل ما جاء في شريطه .
واضافة بعض الناشطين والصحفيين من مختلف دول العالم بأن الفلم المسيء هو من اخطر التداعيات الموجهة الى الدين الاسلامي  وهو احدى الوسائل لإيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، هل هذه هي الغيرة العربية مخرج تافه حقير يجر خلفه المسلمين في بداية صراع ديني طائفي  لتشويه سمعة الاسلام ؟؟؟


2012-09-14

Training @IN4SM about survey and Statistics and celebration Creative Commons CC Iraq





Video about training the Iraqi Network for Media Social @IN4SM in @IWPR about survey and Statistics and celebration Creative Commons CC Iraq .

filming and director : Nawfal Najm Aldeen

link of video :
Training @IN4SM about survey and Statistics and celebration Creative Commons CC Iraq

2012-09-09

من حمورابي إلى نبوخدنصر







قصة الحضارة
ول ديرانت : الباب التاسع بابل
الفصل الأول 

الحضارة كالحياة صراع دائم مع الموت؛ وكما أن الحياة لا يتسنى لها أن تحتفظ بنفسها إلا إذا خرجت عن صورها البابلية القديمة واتخذت لها صوراً أخرى فنية جديدة، فكذلك الحضارة تستطيع البقاء مزعزعة الأركان بتغيير موطنها ودمها. ولقد انتقلت الحضارة من أوربا إلى بابل ويهوذا، ومن بابل إلى نينوى، ومن هذه كلها إلى برسيبوليس وسارديس وميليتس، ومن هذه الثلاثة الأخيرة ومصر وكريت، إلى بلاد اليونان وروما .
وما من أحد ينظر الآن إلى موقع مدينة بابل القديمة ثم يخظر بباله أن هذه البطاح الموحشة ذات الحر اللافح الممتدة على نهر الفرات كانت من قبل موطن حضارة غنية قوية كادت أن تكون هي الخالقة لعلم الفلك، وكان لها فضل كبير في تقدم الطب، وأنشأت علم اللغة وأعدت أول كتب القانون الكبرى، وعلمت اليونان مبادئ الحساب، وعلم الطبيعة والفلسفة، وأمدت اليهود بالأساطير القديمة التي أورثها العالم، ونقلت إلى العرب بعض المعارف العلمية والمعمارية التي أيقظوا بها روح أوربا من سباتها في العصر الوسيط. وإذا ما وقف الإنسان أمام دجلة والفرات الساكنين فإنه يتعذر عليه أن يعتقد أنهما النهران اللذان أرويا سومر وأكد وغذيا حدائق بابل المعلقة.
والحق أنهما إلى حد ما ليسا هما النهرين القديمين؛ وذلك لأن النهرين القديمين قد اختطا لهما من زمن بعيد مجريين جديدين "وقطعا بمناجلهما البيض شطآنا أخرى". وكان نهرا دجلة والفرات كما كان نهر النيل في مصر طريقاً تجارياً عظيماً يمتد آلاف الأميال، وكانا في مجرييهما الأدنيين يفيضان كما يفيض نهر النيل في فصل الربيع ويساعدان الزراع على إخصاب الأرض. ذلك أن المطر لا يسقط في بلاد بابل إلا في أشهر الشتاء؛ أما فيما بين مايو ونوفمبر فإنه لا يسقط أبداً؛ ولولا فيضان النهرين لكانت أرضهما جرداء كما كان الجزء الشمالي من أرض الجزيرة في الأيام القديمة وكما هو في مثل هذه الأيام. ولكن بلاد بابل قد أضحت بفضل ماء النهرين الغزير، وكد الأهلين أجيالاً طوالاً، جنة الساميين وحديقة بلاد آسيا القديمة وهُريها .
وكانت بابل من حيث تاريخها وجنس أهلها نتيجة امتزاج الأكديين والسومريين. فقد نشأ الجنس البابلي من تزاوج هاتين السلالتين؛ وكانت الغلبة في السلالة الجديدة للأصل السامي الأكدي، فقد انتهت الحروب التي شبت بينهما بانتصار أكد وتأسيس مدينة بابل لتكون حاضرة أرض الجزيرة السفلى بأجمعها. وتطل علينا من بداية هذا التاريخ شخصية قوية هي شخصية حمورابي (2123- 2081 ق.م) الفاتح المشرع الذي دام حكمه ثلاثاً و أربعين سنة. وتصوره الأختام والنقوش البدائية بعض التصوير، فنستطيع في ضوئها أن نتخيله شاباً يفيض حماسة وعبقرية، ذو عاصفة هوجاء في الحرب، يقلم أظافر الفتن ويقطع أوصال الأعداء، ويسير في شعاب الجبال الوعرة، ولا يخسر في حياته واقعة؛ وحد الدويلات المتحاربة المنتشرة في الوادي الأدنى، ونشر لواء السلام على ربوعها وأقام فيها منار الأمن والنظام بفضل كتاب قوانينه التاريخي العظيم.
وقد كُشف قانون حمورابي في أنقاض مدينة السوس في عام 1902م. ووجد هنا القانون منقوشاً نقشاً جميلاً على اسطوانة من حجر الديوريت نقلت من بابل إلى عيلام (حوالي عام 1100 ق.م) فيما نقل من مغانم الحرب ، وقيل عن هذه الشرائع أنها منزلة من السماء. فترى الملك على أحد أوجه الأسطوانة يتلقى القوانين من شمش إله الشمس نفسه. وتقول مقدمة القوانين:
ولما أن عهد أنو الأعلى ملك الأنونا كي وبِلْ رب السماء والأرض الذي يقرر مصير العالم، لما أن عهد حكم بني الإنسان كلهم إلى مردوك؛... ولما أن نطقا باسم بابل الأعلى، وأذاعا شهرتها في جميع أنحاء العالم، وأقاما في وسطه مملكة خالدة أبد الدهر قواعدها ثابتة ثبات السماء والأرض - وفي ذلك الوقت ناداني أنو وبِل، أنا حمورابي الأمير الأعلى، عابد الآلهة، لكي أنشر العدالة في العالم، وأقضي على الأشرار والآثمين؛ وأمنع الأقوياء أن يظلموا الضعفاء... وأنشر النور في الأرض وأرعى مصالح الخلق. أنا حمورابي، أنا الذي اختاره ِبل حاكماً، والذي جاء بالخير والوفرة، والذي أتم كل شيء لنبور ودُريلو،... والذي وهب الحياة لمدينة أرك؛ والذي أمد سكانها بالماء الكثير؛... والذي جمل مدينة بارسيا؛... والذي خزن الحب لأوراش العظيم؛... والذي أعان شعبه في وقت المحنة، وأمن الناس على أملاكهم في بابل؛ حاكم الشعب، الخادم الذي تسر أعماله أنونيت .
إن الألفاظ التي أكدناها نحن في هذه العبارة لذات نغمة حديثة؛ وإن المرء ليتردد قبل أن يصدق أن قائلها حاكم شرقي "مستبد" عاش في عام 2100 ق.م، أو أن يتوهم أن القوانين التي تمهد لها استمدت أصولها من قوانين سومرية مضى عليها ستة آلاف عام. وهذا الأصل القديم مضافاً إلى الظروف التي كانت تسود بابل وقتئذ هي التي جعلت قانون حمورابي شريعة مركبة غير متجانسة. فهي تفتتح بتحية الآلهة، ولكنها لا تحفل بها بعدئذ في ذلك التشريع الدستوري البعيد كل البعد عن الصبغة الدينية. وهي تمزج أرقى القوانين وأعظمها استنارة بأقسى العقوبات وأشدها وحشية، وتضع قانون النفس بالنفس والتحكيم الإلهي إلى جانب الإجراءات القضائية المحكمة والعمل الحصيف على الحد من استبداد الأزواج بزوجاتهم. على أن هذه القوانين البالغة عدتها 285 قانوناً، والتي رتبت ترتيباً يكاد يكون هو الترتيب العلمي الحديث، فقسمت إلى قوانين خاصة بالأملاك المنقولة، وبالأملاك العقارية، وبالتجارة، والصناعة، وبالأسرة، وبالأضرار الجسمية، وبالعمل؛ نقول إن هذه القوانين تكون في مجموعها شريعة أكثر رقياً وأكثر تمديناً من شرعية أشور التي وضعت بعد أكثر من ألف عام من ذلك الوقت، وهي من وجوه عدة " لا تقل رقياً عن شريعة أية دولة أوربية حديثة ، وقلّ أن يجد الإنسان في تاريخ الشرائع كلها ألفاظاً أرق وأجمل من الألفاظ التي يختتم بها البابلي العظيم شريعته:
"إن الشرائع العادلة التي رفع منارها الملك الحكيم حمورابي والتي أقام بها في الأرض دعائم ثابتة وحكومة طاهرة صالحة... أنا الحاكم الحفيظ الأمين عليها، في قلبي حملت أهل أرض سومر وأكد... وبحكمتي قيدتهم، حتى لا يظلم الأقوياء الضعفاء، وحتى ينال العدالة اليتيم والأرملة... فليأت أي إنسان مظلوم له قضية أمام صورتي أنا ملك العدالة، ليقرأ النقش الذي على أثري، وليلق باله إلى كلماتي الخطيرة! ولعل أثرى هذا يكون هادياً له في قضيته، ولعله يفهم منه حالته! ولعله يريح قلبه (فينادي): "حقا إن حمورابي حاكم كالوالد الحق لشعبه... لقد جاء بالرخاء إلى شعبه مدى الدهر كله، وأقام في الأرض حكومة طاهرة صالحة ...

ولعل الملك الذي يكون في الأرض فيما بعد وفي المستقبل يرعى ألفاظ العدالة التي نقشتها على أثرى
ولم يكن هذا التشريع الجامع إلا عملاً واحداً من أعمال حمورابي الكثيرة. فلقد أمر بحفر قناة كبيرة بين كش والخليج الفارسي أروَت مساحات واسعة من الأراضي، ووَقَتْ المدن الجنوبية ما كان ينتابها بسبب فيضانات نهر دجلة المخربة. ولقد وصل إلينا من عهده نقش آخر يفخر فيه بأنه أجرى في البلاد الماء (تلك المادة القيمة التي لا نقدرها اليوم والتي كانت في الأيام الماضية إحدى مواد الترف)، ونشر الأمن والحكم الصالح بين كثير من القبائل.  من ثنايا هذا النقش ومن بين عبارات الفخر (وهو خلة شريفة من خلال الشرقيين) صوت الحاكم الماهر والسياسي القدير.
"لما وهب لي أنو ونليل (إلها أرك ونبور) بلاد سومر وأكد لأحكمها، ووضعا في يدي هذا الصولجان، حفرت قناة حمورابي- نخوش- ميشى (حمورابي المفيض- على- الشعب) التي تحمل الماء الغزير لأرض سومر وأكد. وحولت شاطئيها الممتدين على كلا الجانبين إلى أراضي زراعية؛ وجمعت أكداسا من الحب، وسيرت الماء الذي لا ينضب إلى الأرضين، وجمعت الأهلين المشتتين، وهيأت لهم المرعى والماء وأمددتهم بالمراعي الموفورة وأسكنتهم مساكن آمنة
.
وبلغ من حذق حمورابي أن خلع على سلطانه خلعة من رضاء الآلهة بالرغم من أن قوانينها كانت تمتاز بصبغتها الدنيوية غير الدينية. من ذلك أنه شاد المعابد كما شاد القلاع، واسترضى الكهنة بأن أقام لمردوك وزوجته ( إلهي البلد القوميين) في مدينة بابل هيكلاً ضخماً ومخزناً واسعاً ليخزن فيه القمح للإلهين وللكهنة. وكانت هاتان الهديتان وأمثالهما في واقع الأمر بمثابة مال يستثمر أبرع استثمار، جنى منه ربحاً وفيراً هو الطاعة الممتزجة بالرهبة التي يقدمها إليه الشعب. واستخدم ما حصل عليه من الضرائب في تدعيم سلطان القانون والنظام، واستخدم ما تبقى بعد ذلك في تجميل عاصمة ملكه، فأنشأت القصور والهياكل في جميع نواحيها، وأقيم جسر على نهر الفرات حتى تمتد المدينة على كلتا ضفتيه، وأخذت السفن التي لا يقل بحارتها عن تسعين رجلاً تمخر عباب النهر صاعدة فيه ونازلة، وأضحت بابل قبل ميلاد المسيح بألفي عام من أغنى البلاد التي شهدها تاريخ العالم قديمه وحديثة .
وكان البابليون ساميين في مظهرهم سود الشعر سمر البشرة، رجالهم ملتحون، ويضعون على رؤوسهم أحياناً شعراً مستعاراً وكانوا رجالاً ونساء على السواء يطيلون شعر رؤوسهم، وحتى الرجال كانوا أحيانا يرسلون شعرهم في ضفائر تنوس على أكتافهم، وكثيراً ما كان رجالهم ونساؤهم يتعطرون. وكان ثياب الجنسين المألوف مئزراً من نسيج الكتان الأبيض يغطي الجسم حتى القدمين، ويترك إحدى كتفي المرأة عارياً، ويزيد عليه الرجال دثاراً وعباءة، ولما زادت ثروة السكان تذوقوا حب الألوان، فصبغوا أثوابهم باللون الأزرق فوق الأحمر أو بالأحمر فوق الأزرق، في صورة خطوط أو دوائر أو مربعات أو نقط. ولم يكونوا كالسومريين حفاة الأقدام بل اتخذوا لهم أخفافاً ذات أشكال حسنة، وكان الذكور في عصر حمورابي يتعممون، وكان النساء يتزين بالقلائد والأساور والتمائم، ويحلين شعرهن المصفف بعقود من الخرز. وكان الرجال يمسكون في أيديهم عصياً ذوات رؤوس منحوتة منقوشة، ويحملون في مناطقهم الأختام الجميلة الشكل التي كانوا يبصمون بها رسائلهم ووثائقهم. وكان كهنتهم يلبسون فوق رؤوسهم قلانس طويلة مخروطية الشكل ليخفوا بها صفتهم الآدمية .
وزادت الثروة فأنتجت في بابل ما تنتجه في سائر بلاد العالم، ذلك أن من السنن التاريخية التي تكاد تنطبق على جميع العصور أن الثراء الذي يخلق المدنية هو نفسه الذي ينذر بانحلالها وسقوطها، فالثراء يبعث الفن كما يبعث الخمول؛ وهو يرقق أجسام الناس وطباعهم، ويمهد لهم طريق الدعة والنعيم والترف، ويغري أصحاب السواعد القوية والبطون الجائعة بغزو البلاد ذات الثراء . وكان على الحدود الشرقية لهذه الدولة الجديدة قبيلة قوية من أهل الجبال هي قبيلة الكاشيين تحسد البابليين على ما أوتوا من ثروة ونعيم. فلم يمض على موت حمورابي إلا ثمان سنين حتى اجتاحت رجالها دولته، وعبثوا في أرضها فساداً يسلبون وينهبون، ثم ارتدوا عنها، ثم شنوا عليها الغارة تلو الغارة، واستقروا آخر الأمر فيها فاتحين حاكمين، وهذه هي الطريقة التي تنشأ بها عادة طبقة السراة في البلاد. ولم يكن هؤلاء الفاتحون من نسل الساميين ولعلهم كانوا من نسل جماعة المهاجرين الأوربيين جاءوا إلى موطنهم الأول في العصر الحجري الحديث، ولم تكن غلبتهم على أهل بابل الساميين إلا حركة أخرى من حركات الهجوم والارتداد التي طالما حدثت في غرب آسيا. وظلت بلاد بابل بعد هذا الغزو عدة قرون مسرحاً للاضطراب العنصري والفوضى السياسية اللذين وقفا في سبيل كل تقدم في العلوم والفنون، ولدينا صورة واضحة من هذا الاضطراب الخانق في رسائل تل العمارنة التي يستغيث فيها أقيال بابل وسوريا بمصر التي كانوا يؤدون إليها خراجا متواضعاً بعد انتصارات تحتمس الثالث، ويتوسلون إليها أن تمد إليهم يدها لتعينهم على الثوار والغزاة. وفيها أيضاً يتجادلون في قيمة ما يتبادلونه من الهدايا مع أمنحوتب الثالث الذي يترفع عليهم، ومع إخناتون الذي أهملهم وانهمك في غير شؤون الحكم .
وأُخرج الكاشيون من أرض بابل بعد أن حكموها ما يقرب من ستة قرون اضطربت فيها أحوال البلاد وتمزقت، كما اضطربت أحوال مصر وتمزقت في عهد الهكسوس. ودام الاضطراب بعد خروجهم أربعمائة عام أخرى حكم بابل في أثنائها حكام خاملون ليس في أسمائهم الطويلة اسم واحد جدير بالذكر . ودام عهدهم حتى قامت دولة أشور في الشمال فبسطت سيادتها على بابل وأخضعتها لملوك نينوى. ولما ثارت بابل على هذا الحكم دمرها سنحريب تدميراً لم يكد يبقى منها على شيء. ولكن عصر هدون، المستبد الرحيم أعاد إليها رخائها وثقافتها. ولما قامت دولة الميديين وضعف الآشوريون استعان نبوبولصر بالدولة الناشئة على تحرير بابل من حكم الآشوريين، وأقام فيها أسرة حاكمة مستقلة. ولما مات خلفه في حكم الدولة البابلية الثانية ابنه نبوخد نصر الثاني الذي يسميه كتاب دانيال بالرجل الوغد حقداً عليه وانتقاماً منه. وفي وسع المرء أن يستشف من خطبة نبوخد نصر الافتتاحية لمردك كبير آلهة بابل مرامي الملك الشرقي وأخلاقه:
"إني أحب طلعتك السامية كما أحب حياتي الثمينة! إني لم أختر لنفسي بيتا في المواطن كلها الواقعة خارج مدينة بابل ... ليت البيت الذي شيدته يدوم إلى الأبد بأمرك أيها الإله الرحيم. ولعلي أشبع ببهائه وجلاله، وأبلغ فيه الشيخوخة، ويكثر ولدي، وتأتي إليَّ فيه الجزية من ملوك الأرض كلها ومن بني الإنسان أجمعين" .
وعاش هذا الملك حتى كاد يبلغ السن التي يطمع فيها؛ وكان أقوى ملوك الشرق الأدنى في زمانه وأعظم المحاربين والبنائين والحكام السياسيين من ملوك بابل كلهم لا نستثني منهم إلا حمورابي نفسه. هذا مع أنه كان أمياً، ومع أن عقله لم يكن يخلو من خبال. ولما تآمرت مصر مع أشور لكي تخضع الثانية بابل إلى حكمها مرة أخرى، التقى نبوخد نصر بالجيوش المصرية عند قرقميش (على نهر الفرات الأعلى) وكاد يبيدها عن آخرها. وسرعان ما وقعت فلسطين وسوريا في قبضته، وسيطر التجار البابليون على جميع مسالك التجارة التي كانت تعبر غرب آسيا من الخليج الفارسي إلى البحر الأبيض المتوسط.

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...