اخلاقـــــــــــــيات التـــــــدوين
اصبحت المدونات هى المنفذ الاكثر جاذبية لالاف من المثقفين العرب الذين لم يجدوا القناة التى من خلالها تخرج كتاباتهم للنور ممن لم يقدر لهم القدر الفرصة للكتابة فى احدى صفحات الصحافة المكتوبة.. بل تعدى دور المدونة هذا الحد لتصبح وصلة يصل بها بعض المدونين لعالم الاعلام المقروء
اليوم وبعد ان مر اكثر من عامان على بداية التدوين اما آن لنا ان نقف جميعا لندرس ما مر خلال هذان العامان.. ما تحقق لنا كمدونين من اهداف وما لم يتحقق بعد ..ندرس ما وصل البه حال التدوين فى عالمنا العربى ..لهذا يجب ان نراجع معنا قبل كل شئ اخلاقيات التدوين .
من البديهى عندما يقرأ اى مدون مصطلح اخلاقيات التدوين اول ما يتبادر لذهنه مبادئ التدوين التى تتعلق بحقوق الملكية الفكرية واحترام الاداب العامة.. عدم استخدام السب والشتائم اوالتشهير ..عدم التطرق لمواضيع اباحية او جنسية ..احترام الديانات والمذاهب هذة المبادئ وان كانت الجانب الرئيسى من اخلاقيات التدوين ولكنى لن افسح المجال للكتابة عنها لانها معلومة لدى الجميع ومذكورة فى اتفاقيات كل مواقع التدوين العربية
ولكنى اود الخوض فى تفاصيل اكثر دقة فى سلوكيات المدونين الكتابية وكيفية تعاطيهم مع الاحداث التى تدور حولهم بشكل يجعل التدوين اكثر ايجابية واكثر التصاقا بهموم وطننا العربى واكثر تأثيرا فى المجتمع الصغير الذى يعيشه كل مدون منا
اسمحوا لى بعيدا عن الدراسات المتعمة وبوجهة نظر شخصية ان الخص اخلاقيات التدوين فى النقاط البسيطة التالية
تعريف اتجاهات المدونة
والمقصود هنا انه يجب ان يعرف القارئ الاطار العام الذى تخرج المدونة من خلاله مثلا هل المدونة فردية او جماعية عدد الافراد المشاركين بها هل تنتمى لجهة سياسية او دينية ولا اقصد بالطبع التعريف باسماء المدونين صراحة فلهم كامل الحرية فى اختيار اسماء مستعارة لهم ولكن الهدف هنا هو ان يكون للمتابع القدرة على تقييم ما يقرأ من خلال معرفة مصدر المواضيع والاتجاهات التى تقف وراءها وهذا من اوائل اخلاقيات التدوين حتى لا توظف المدونة كجهة دعائية لفكر سياسى او مذهبى اوعقائدى
رسالة التدوين
يجب ان يكون واضحا لدى كل مدون عندما يبادر بانشاء مدونته فعليه ان يحدد هدف المدونة والرسالة التى تتبناها وليس لمجرد عمل مدونة تحمل اسمه فقط فكثير من المدونين يملكون الموهبة الابداعية فى فنون الكتابة ولكن لعدم وجود هدف يسعون وراءه تذهب كتاباتهم هباء دون ان يكون لها الدور التوعوى المطلوب
توثيق المصدر
وهنا لا اقصد حقوق الملكية الفكرية فهذا مبدأ قد قتل بحثا ولكن اقصد التدقيق فى نقل المادة بنصها الحرفى ووضع علامات لتحديدها وذكر المصدر تفصيلا فى مكان يسهل على القارئ الوصول اليه وياحبذا وضع وصلة لموقع المصدر
الحيادية
يجب ان يتعامل المدون مع التدوين بشكل حيادى فيكون نقله للاحداث او متابعته للقضايا بعيدة عن التقيد باى التزامات سياسية او اجتماعية او حتى دينية ودون التأثر بمواقف شخصية او دولية كما يجب ان لا يخضع مدونته لقضايا شخصية تخصه بل يجب ان يفتح لمدونته افاق اكثر اتساعا حتى تخص موضوعاته حيز اكبر من القراء وتبرز الحيادية كأحد اهم اخلاقيات التدوين لان الهدف من التدوين هو فتح قناة جديدة اكثر حيادية لحرية الرأى غير الصحافة المكتوبة وبالتالى اذا تقيد المدون باى من هذة الالتزامات فقد افقد التدوين الهدف المرجو منه
اخلاقيات التعليق
اولا يجب ان يعتبر المدون ان مادة التعليق هى مادة نقدية بحته تستخدم لخلق حالة من التواصل بين المدونين فى الاراء والافكار ووجهات النظر حيال القضايا التى تثار فى المدونات ومن هذا الاساس يؤدى التعليق الدور المنوط به فى اثراء افكار المدونين وفتح افاق اوسع لمعرفة الرأى والرأى الاخر ولكن للاسف نجد بعض الممارسات التى يستغل بها البعض القليل التعليق استغلال سئ مثل
استخدام التعليق فى التجريح بالمدونين لمجرد اختلاف الاراء
استخدام التعليقات لمجرد كسب صداقات مع الجنس الاخر
تعليقات المجاملات وهذا اخطر فيروس على فكر التدوين لاننا نجد فيها مجاملات دون تقييم موضوعى للادراج وفى بعض الاحيان دون قراءة الادراج نفسه وبذلك يتحول التعليق من دور التقييم الى دور رد المجاملات ويتحول هدف المدون من الكتابة الى مجرد كسب اكبر عدد ممكن من الزوار او المعلقين
وفى النهاية ارجو من اتحادات المدونين العمل على وضع ميثاق للتدوين يساهم في وضع بنوده كافة المدونين بافكارهم واقتراحاتهم ليتسنى لهذا الميثاق ان يصبح قانون يقنن عملية التدوين وينير الطريق للمدونين الجدد حتى لا ندور جميعا فى دائرة مفرغة من الاخطاء المتكررة.
المدون : محمد فكري
مدونة : شخابيط 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق