Tweet
photo by : Luay Alshakhly |
هناء أدور ناشطة حقوقية عراقية أحرجت رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بعد إلقاء كلمته في مؤتمر لحقوق الإنسان وذلك بمطالبتها له بالاعتذار عن استخدامه مفردة منظمات ( إرهابية ) على الناشطين في تظاهرات ساحة التحرير , ومطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين الأربعة الذين اختطفتهم أجهزة الأمن الحكومية من بين المتظاهرين , ونقلتهم إلى جهة غير معلومة , وانكرت اختطافهم , وبعد الضغط الجماهيري وضغط المنظمات الدولية لحقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة والمنظمة الأوربية , بررت حكومة المالكي في فلم مكرر لعشرات المرات بان سبب اختطافهم لأنهم يحملون هويات مزورة . مطالبة الناشطة هناء أدور وضعت المالكي في موقف لا يحسد عليه , بل ومؤلم , حينما لم يجد رئيس وزرائنا – وهو المفوه – ما يبرر كلامه الذي اتهم فيه المتظاهرين بالإرهابيين , أو اختطاف الناشطين الشباب وفبركة الهوية المزورة . والحيرة التي لفت سلوك المالكي دفعت حمايته لإخراج هناء أدور من القاعة , ولا نعرف خارج القاعة ماذا جرى ؟ الكاتب مهند الحسيني نشر في مواقع الانترنيت يوم 6/6/2011 وتحت عنوان " عذرا يا هناء أدور .. أنت مثال سئ لتمثيل المجتمع المدني !!" مقال يمجد فيه ديمقراطية حكومة المالكي , وإنجازاتها الإنسانية , وهذه وجهة نظره . لكنه يسئ للناشطة هناء أدور عبر تشبيه احتجاجها القانوني الذي كشفت فيه ليس عجز المالكي كفرد فقط , بل عجز النظام الحالي برمته في الدفاع عن نفسه , وبصورة مضحكة يقول انه تصرف مماثل لتصرف منتظر الزيدي وصابرين الجنابي . وكما يقول العراقيون :" ياعمي هاي وين , وذيج وين ؟!" . وتساءل الأخ مهند من هي هناء أدور؟ وما هو تاريخها قبل 2003 , او بعده ؟ وقد يكون فعلا لا يعرفها .هناء أدور مناضلة شيوعية سابقا , مسيحية من أهل البصرة , في عام 1963 تعرضت لتعذيب وحشي على أيدي قطعان الحرس القومي البعثي , وهي عضوالهيئة القيادية لرابطة المرأة العراقية , وفي نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي مثلت رابطة المرأة العراقية في الهيئة التنفيذية لاتحاد النساء العالمي مع المرحومة نزيهة الدليمي التي كانت أول وزيرة في تاريخ العراق , وفي وزارة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم . بعدها هناء أصبحت عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي العراقي , وبعد تبني الحزب الشيوعي للكفاح المسلح لإسقاط النظام الفاشي المقبور بعد عام 1979 التحقت بقوات الأنصار في كردستان , وستمرت مقاتلة في صفوف البيشمركَة لخمس سنوات . بعدها انتقلت الى دمشق لتعمل مدير تنفيذي لأكبر مجلة يسارية عربية وهي مجلة " النهج " , وفي نفس الوقت عضو الهيئة الإدارية لمؤسسة " المدى " الإعلامية . هناء أدور إحدى الخبيرات التي تعتمدها المنظمة العالمية لحقوق الإنسان , وخدمت العراق بكل طاقاتها لما يقارب النصف قرن , وبعد إزاحة النظام طلبت منها إحدى القوائم الكبيرة الفائزة ان تكون ناطقا رسميا لها مقابل عضويتها في البرلمان , ورفضت رفضا قاطعا .هذا باختصار تاريخ العراقية النبيلة هناء أدور يا أخ مهند , وهناء أدور احد الملامح الوطنية التي يتشرف بها العراقيون وهم يتطلعون لانتهاء هذه المرحلة الانتقالية , وعلامة مضيئة في تاريخ الحركة النسائية العراقية . وسؤال بسيط قد يطرح نفسه : من من القيادات الحالية للعملية السياسية او لقيادات الأحزاب , بمن فيهم السيد المالكي رئيس الوزراء يمتلك مثل هذا التاريخ النبيل لهناء أدور ؟؟؟
بقلم : عزيز العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق