2012-03-14

الشورجة .. ميناء العراق الكبير









من منا لم يزر الشورجة في بغداد مرة واحدة في الشهر ليقتني احتياجاته الحياتية والمنزلية وينعطف الى السوق العربي وينهي جولته الأسبوعية أو الشهرية وسط الزحام البشري الشديد والغير منظماً بالمرة .. وسط أكوام هائلة من النفايات التي تفرزها المحلات المتشابكة كأسلاك المولدات .. متداخلة تلك المحلات بشكل غريب جداً مع تلك (الجنابر في وسط شوارعها الضيقة ناهيك عن أنواع عربات الحمل التي تخوط في المنطقة .. والتي تنوعت حسب الحاجة للنقل فيها مسببة تشكيلة غريبة من التخلف في كل شيء في تلك المنطقة التي تعتبر بحق ميناء العراق حيث تتحرك فيها كتل نقدية هائلة لكونها من أكثر المناطق التجارية حركة في العراق.منطقة أقل ما يقال عنها أنها الخراب بعينه .. فلا نستغرب أن حريقاً بسيطاً ممكن أن يتلف بضائع مئآت المحلات بطرفة عين لعدم إستطاعت معدات وعجلات الدفاع المدني من الوصول الى كل المناطق الداخلية فيها وهذا ماحدث فعلاً لمرات عديدة في الفترات السابقة  .. والتضاريس الأرضية المعقدة مع طفح المجاري المستدام فيها والذي يحتم على زائرها أن يقفز هنا وهناك ليتجاوزها .سنين كثيرة مرت وتلك المنطقة المهمة ترزح تحت وطأة الخلل الكبير في بنيتها وبناءها وسنين قادمة ستصبح المنطقة أكثر تهالكاً وعرضة للسقوط.. فهل من رؤيا لتطويرها ؟ وعلى هيئة تصاميم حديثة قوية تتناغم مع قدم الشارع الذي تتقاطع معه الكثير من الشوارع المهمة .. هذا إذا ايقنّا بأن شارع الرشيد هو أقدم شارع في مدينة بغداد وترتاده النسبة الأكبر من سكان المدينة منذ مئآت السنين ناهيك عن قيمته التراثية والحضارية وتلك للجوامع الموجودة فيه والتي طالها التدمير وعدم وضوح الرؤيا المعمارية الصحيحة لبناءه .لقد سمعنا ولأكثر من مرة، أن هناك شركات لبنانية قد تباشر في بناء الشارع وإعادة ترميمه بالكامل ولكنها لغاية تلك السعادة عبارة عن فقاعات إعلامية لن ولم ترقى للواقع فالشارع أكبر من أن يتم ترميمه لكون الترميم في الوقت الحاضر لا مثل طموح الشارع العراقي .. نحن بحاجة الى بناء شارع حديث ومدينة تجاريه واسعة وبحاجة الى نظرة ثاقبة تحدد طرق السير والخزن وحركة نقل البضائع وحل قضية العراق (الجنابر) التي أصبحت معها دروب الشورجة عبارة عن مياسم ضيقة لاتتجاوز المتر إحياناً .منطقة الشورجة بحاجة الى قلع كامل من الجذور وإعادة بناء شبكة المجاري وتصريف المياه وربطها بطرق مرور مهمة وسلسة الحركة مع تحديد أوقات محددة لحركة عربات نقل البضائع اليدوية و ضمان الخزن الصحيح للبضائع ووجود منظومات إطفاء الحريق التي تعمل آلياً .. نحن أمام مسؤولية جسيمة لكون ما موجود في الوقت الحاضر لا يمثل إلا بؤرة من بؤر تخلفنا وعلى أصحاب المسؤولية أن يحاولوا ولو على المدى القريب البدء بنظام مميز وسريع للحركة ونقل النفايات الهائلة وفرض العقوبات على المحال المخالفة وتنظيم سوق خاص لأصحاب الجنابر الحديدية في وسط السوق والتي لا نرى لها مثيل في دول الجوار حتى .. في الأحرى لا توجد كأسواق الشورجة في العالم كله بأستثناء البلدان المتخلفة الفقيرة  .نرى أن إعادة بناء المنطقة أهم كثيراً من مشروع تطوير شوارع مطار بغداد الدولي فمن يزوروا الشورجة من ابناء الشعب العراقي أكثر بآلاف المرات من أولئك الذين يذهبون على طريق المطار .. وهي أهم أقتصادياً من الشوارع كلها فحريق واحد يكلفنا المليارات ونحن في العراق على تماس كبير مع حرب الحرائق وكل الحروب  !!! 

بقلم زاهر الزبيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...