2012-11-04

فكتوريا نعمان


أول مذيعة وأقدم منفية عراقية


ولدت المحامية فكتوريا نعمان في البصرة سنة 1924م ثم انتقلت إلى بغداد لدخول المدرسة الثانوية. وفي عام 1941 دخلت كلية الحقوق وكانت مع زميلتيها سمية الزهاوي ونزيهة فرج الطالبات الثلاث الوحيدات في الدفعة من مجموع مائتي طالب وطالبة ... والمربية والمحامية فكتوريا نعمان غادرت العراق بعد أن كانت قيد الحجز، وسحبت منها جنسيتها العراقية حيث اقترنت بالطبيب اللبناني قصدي الشهال احد رفاقها في النضال وانتقلت للعيش في طرابلس وعملت في التدريس وكانت أول مدرسة في ثانوية رسمية للبنات هناك، حتى تقاعدها عام 1987. وحدث أن استمع إليها مدير إذاعة بغداد، الأستاذ حسين الرحال، تلقي كلمة في حفل بالكلية، فأعجب بإلقائها ودعاها للعمل في قسم الأخبار. وبهذا أصبحت أول مذيعة عراقية عام 1943، وصل صوتها إلى المستمعين مرتين كل يوم، في نشرتي الرابعة عصرا والثامنة مساء. نشطت فكتوريا نعمان في العمل الاجتماعي والثقافي منذ كانت صبية في البصرة وأسست فرعا نسويا لجمعية بيوت الأمة وهي دون الخامسة عشرة ربيعا ، وكان شعار الجمعية ((مكافحة الفقر والجهل والمرض)) .
كما نشرت مقالات أدبية في جريدة "الناس" البصرية. ودفعها إحساسها بالبؤس الذي يعيشه الفلاحون إلى التعاطف مع الحركة اليسارية. وانتمت إلى الحزب الشيوعي العراقي وهي طالبة في كلية الحقوق، وشاركت في تأسيس رابطة المرأة العراقية. بعد تخرجها وانتمت في نقابة المحامين، وشاركت مع وفد المحامين العراقيين الذي سافر إلى دمشق عام 1945 لحضور مؤتمر المحامين العرب، وكانت المحامية الوحيدة بين الوفود الرجالية. ولاحظت فكتوريا نعمان أن الحركة الوطنية في الشام مزدهرة، وان الحزب الشيوعي كان يمارس نشاطه بشكل علني، فبقيت هناك وعملت في تدريس الأدب العربي واللغة الانجليزية وواصلت نشاطها السياسي. لكن مسيرتها تعثرت بعد اعتقالها مع رفاقها اثر اعتراف الاتحاد السوفيتي بقرار تقسيم فلسطين. وأعلنت فكتوريا الإضراب عن الطعام في سجن القلعة في دمشق، ولما أطلق سراحها عادت إلى بغداد لتتفاجأ بان السلطات تعتقلها أيضا وتودعها سجن النساء مع شيوعيات أخريات. وفي السجن جرى عقد قرانها برفيقها الدكتور الشهال الذي طلب لها الجنسية اللبنانية في محاولة لتخليصها من العقوبة التي كانت في انتظارها. وسحبت جنسيتها العراقية وأعطيت جواز عبور إلى الشام، ومن ثم لبنان حيث عاشت وأنجبت ابنتيها الكاتبة نهلة والمخرجة السينمائية رندة، وابنها الوحيد تميم. وفي الثمانينات من القرن الماضي تلقت فكتوريا نعمان دعوة لزيارة وطنها الأم، نقلتها إليها السيدة ليلى الرافعي زوجة الدكتور عبد المجيد الرافعي، وكانت هناك أشارة إلى رغبة في احتساب سنوات خدمتها منذ تاريخ تسجيلها في نقابة المحامين. لكنها اعتذرت عن عدم قبول الدعوة. وقالت فكتوريا نعمان، أثناء زيارة لها إلى باريس لرؤية ابنتيها، أنها لم تكن سعيدة خارج وطنها، وأضافت أنها لم تنس البصرة ولا بغداد طيلة سنوات الغربة، وأوصت بأن تدفن هناك وتوفيت بتاريخ 19/ شباط / 2004 في مدينة طرابلس بلبنان ، عن عمر يناهز الثمانين عاماً
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...