2012-01-27

نظرة تاريخية على الصراع العراقي الإيراني












في نظرة سريعة إلى التاريخ الرابط بين العراق والجارة إيران نجد أن العلاقات العراقية الإيرانية هي علاقات تمتاز بالتوترات والحروب والهواجس وعبر التاريخ ربما حدثت أكثر من ثلاثين معركة بين العراق وإيران منذ عهد كورش الأول في سنة 650 قبل الميلاد وانتهاء بعصر الدولة الصفوية الذي انتهى سنة 1738 طيلة هذه الفترة كان هناك تداخل يعني صراع على السلطة في العراق كان بين الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية ثم بين المملكتين العراقية والشاهنشاهية الإيرانية ثم في عهد الجمهوريتين العراقية والجمهورية الإيرانية، فالخلاف تاريخي أكبر مما يتحدث عنه الإعلام اليوم والأزمة كبيرة تمر بها الأمة العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص, والعلاقة بين الدول غالبا ما تكون متكاملة ومتكافئة في المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشأن الداخلي والاحترام المتبادل للطرفين وخصوصا دول الجوار التي تكون على المحك .

هناك تعليق واحد:

  1. أرقــام فلكيــة
    ـــــــــــــــــــــــ
    إمتاز العراق عن غيره من الدول والشعوب بالأرقام التي تفصله عنهم تفوقاً وتراجعاً ، فحضارته تعود إلى أكثر من سبعة آلاف سنة وتنوع وتعدد حضاراته القديمة والإسلامية ، وكثرة غزواته وغُزاته بدعوى أن مَنْ لم يحكم بابل لن يسيطر على العالم بإتجاهاته الأربع ، وضربه للأرقام القياسية في الحروب والفتن الداخلية والخارجية وسقوط مئات آلالاف بل الملايين من أبنائه ضحايا أو معاقين أو مهجرين أو مهاجرين أو مصابين بأمراض العصر من سرطانات متنوعة بسبب تلوث بيئته بما أصابها من قذائف وأسلحة وطمر نفايات أو سقوط نفايات، ناهيك عن الأيتام والأرامل والعوانس والمرضى النفسيين والفقراء والمحتاجين بعكس الحقيقة التي تـُشير إلى أنهم يعيشون في بلد غني وثري بل لا حدود لغناه وثراه.

    لهذا كان للعراق نصيب في كل ماله صلة بالأرقام الفلكية ، ولعل ما أنفقَ عليه تحت عنوان الأعمار يخيف ويرعب ولكنه لم ينتج شيئاً سوى أصباغ وألوان وشتلات لاتسمن ولا تغني عن جوع مقابل مئات المليارات من الدولارات المستخرجة من ميزانيات العراق أو المساعدات الأميركية أو الغربية أو غيرها حتى أفقدتنا هذه الأرقام القدرة على فهم ما يمكن أن تفعله هذه الأرقام الفلكية في بلدان أخرى إذا ما علمنا أن ميزانياتها السنوية لا تتعدى سوى سبعة مليارات دولار فقط ولكن اقتصادياتها قوية وعملاتها الوطنية أقوى من الدولار ذاته ورقيها وعمرانها ظاهر وحاضر كما هو الحال في الأردن ، والجواب على ذلك يكمن بالإدارة الناجحة والتوظيف الناجح للأموال والرقابة الصارمة والحس الوطني وقبل هذا وذاك حسن الانتقاء والاختيار لمن يقوم بالوظيفة والخدمة العامة.

    لذا وَجبَ على هيئاتنا العراقية الرقابية وما أكثرها من هيئة نزاهة ومكاتب المفتشين العامين في الوزارات وديوان الرقابة المالية وكذلك الهيئات غير الرسمية لاسيما السلطة الرابعة للتوقف كثيراً عند أي رقم يرصد لمشاريعنا ولماذا تختلف عن غيرها في البلدان الأخرى وبأضعاف مضاعفة مع سوء في التنفيذ وعدم تلمس المواطنين لآثارها أو عدم أهمية أو إستراتيجية تلك المشاريع ، فما بُذلَ على إعمار العراق كان من شأنه أن ينهض بقارة وليس بدولة ولكننا مع الأسف لم نلحظ لحد الآن ومنذ سبع سنوات نهوض بناء شامخ أو عمارة أو ـ حسرة ًـ ما تسمى بناطحة سحاب واحدة في أية محافظة من محافظاتنا الأخرى.

    ولكن السادة المسؤولين إذا تكلموا عما ينتظرنا من مشاريع ، فسيأخذك العجب بل الصدمة من هول الأرقام التي تـُرصَد لها ، فمشروع للسكك الحديدية يدور حول بغداد فقط يكلف ملياري دولار ويزيد في حين ان كلفة تنفيذ سكك حديد الاتحاد الأوربي التي ربطت (16) دولة مع محطاتها الحديثة قبل عشرين سنة لم تبلغ سوى (150) مائة وخمسين مليون دولارا ً ولنقل أن التضخم والكلفة مضروبة في عشرة فتصبح الكلفة النهائية مع ذلك وبسعر اليوم (000 000 500 1) مليار ونصف المليار دولار، فلِمَ الأرقام عندنا في العراق فلكية هكذا وبدون رقيب ومحاسب أمين يسأل لماذا والمقارنة أمامنا مفتوحة والشركات العالمية من العيار الثقيل لم تنفذ مشاريعنا بعد ، بل اقتصرت على مقاولين مبتدئين بل ثانويين ومن الباطن ؟

    نتكلم عن العمران وما ينتظر مدينة الصدر من نهضة وتغيير جذري في ظل المشاريع المستقبلية أو ما يعرف بـ(10×10) ولكننا حينما نسأل عن الكلفة يقال لنا إنها ستصبح الأعلى والأغلى في العالم لماذا لا ندري ونحن نرى أن برجاً كبرج شراع السفينة في دبي وسط الخليج وما به من فخامة وجمال وقوة ومتانة ومطار لم يكلـّف سوى (650) ستمائة وخمسين مليون دولار، ألا تستوقف هيئاتنا الرقابية ذلك وتهزهم وتجعلهم يضعون بسهولة أيديهم على الحيتان الكبيرة التي أكلت الأخضر واليابس في بلدنا بدلاً من قضايا الفساد الصغيرة والهامشية والمصطنعة أحياناً ؟ وإلا بماذا نفسر مرور رقم كأربعة مليارات دينار أي ما يقارب ثلاثة ملايين دولار ويزيد ككلفة لإعادة عملية الفرز والعد في محافظة بغداد ولمدة أسبوع واحد فقط ، بدون أن يقف أحد من أبطال مكافحة الفساد معترضاً بقوله ماذا فعلتم بكل هذه الأموال ؟!

    إرحموا شعبكم وترفقوا به فأن أرقامكم الفلكية قد أفقدته رشده وتحسسه كما أفقدته القدرة على تلمس إنسانيته يوم كان يرى قتل وتصفية المئات منه دون وقفة حقيقية منه ومن غيره ، لأنه تعـوّد على منظر الأشلاء والجثث والدماء والدمار فغدا الموت بالنسبة له حالة معتادة يعيش معه يومياً دون مبالاة تذكر وكذلك أصبح الفساد بالنسبة له ولغيره من المؤسسات الحكومية أمرا ً طبيعيا ً والخاسر الأكبر الوطن وشعبه وثرواته التي هي في تناقص لا تزايد. فهل من وقفة حقيقية وصوت مدوّي يصرخ قولا ً وفعلا ً كفى كفى كفى إستهتارا ً بأموال وثروات العراق ؟

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...